10-02-2018, 06:04 PM
قمر السلام: «أمي عرضتني للرجالة في مزاد علني»
![[Image: e6bc7bff475b8d4a1fd1638def2e7db3_920_420.jpg]](https://www.tahrirnews.com/files/cached/images/e6bc7bff475b8d4a1fd1638def2e7db3_920_420.jpg)
ندم- تعبيرية
قمر السلام: «أمي عرضتني للرجالة في مزاد علني»
الجوع كافر لا دين له، اليأس ينخر في صدور الناس داعيهم إلى لعنة واقعهم المرير، هناك في «علب الفقر المدقع».. تسكن حكايات عن أشخاص، لن يتقبلها عقل بشر، حيث لا صبر لجائع، لا كرامة لمحتاج،.. ومع قسوة حياة تدهس كرامتهم صباح مساء، تستباح أمامهم كل المحظورات، ومن أجل «كسرة خبز» يعرضون بيع حياء وجوههم وأحيانا أجسادهم في مزاد علني، وهذا ما حدث بالفعل في إحدى أكثر المناطق عشوائية في القاهرة.. التفاصيل في صدر السطور التالية.
![[Image: 1636532491790712092.jpeg]](http://newsadmin1100.tahrirnews.com/uploads/2017/08//1636532491790712092.jpeg)
حياة مريعة
في نهاية أزقة منحوتة في جبال الدويقة، نبتت «سندس» وكبرت عيناها على مشاهد البؤس والحياة، اعتادت كل يوم رؤية وجوه بائسة نحت الفقر ملامحه عليها، ورأت كيف تحشر آخر ليل مع 6 إخوة في غرفة لا يسترها سوى سقف من جريد متيبس، وألفت البكاء من أجل قطعة حلوى لا تتوفر لها غالبا، عاشت سندس لحظة طفشان الأب وتركه الأم وحيدة بأطفالها، وكيف أن مشهد شقيقها الأكبر وهو يساق إلى السجن عقب تعدد جرائمه لا يفارق خيالها.
بنظرات تملؤها الحسرة كانت الطفلة تلمح قريناتها وهن في طريقهن للمدارس، وتذكرت لماذا أقعدتها الأم من اللحاق بهن، هو الفقر حيث لا تقدر على الإنفاق عليها، كبرت سندس واستدار جسدها واكتملت ملامح وجهها ليكشف عن فتاة فاتنة الجمال، فائقة الأنوثة، لم تعلم أن تضاريس جسدها ستجلب لها الشقاء إلى الأبد.
من الدويقة إلى شقة في الدور الأرضي بمدينة السلام، انتقلت والدة سندس التي أكملت عامها السابع عشر، ولفت جمالها نظر جيرانها الجدد، وفي السكن الجديد لم تختلف الحياة كثيرا فالشقة تشبه العشة من حيث الهواء المخنوق والحر الشديد والجدران التي تفوح منها رائحة مياه الصرف الذي يغرق مدخل شقتها، استرجعت الفتاة كيف أن قريبة أمها أقنعتها بالانتقال من تلك الحياة البائسة إلى منطقة السلام، حيث يمكنها أن تفعل ما تشاء من أجل جلب المال بأسهل الطرق.
«إنت هاتبكي على إيه إنت هاتشتغلي معايا والفلوس هاتجري في إيديك زي الرز وتربي عيالك أحسن تربية» تلك الجملة التي أقنعت بها قريبة «أم سندس» للانتقال والانخراط معها في عالم آخر لا يقل بؤسا عن عالم طفولتها، حيث تنظيم حفلات الرذيلة والحرام لراغبي المتعة.
شابات وسيدات ومطلقات وطوابير رجال في غرف الانتظار يجلسون مطأطئي الرؤوس في انتظار دورهم في ممارسة الحرام داخل الغرف المشغولة بزبائن آخر الليل، هكذا المشهد الذي اعتادت «سندس» أن تراقبه بخوف كل مساء حتى مطلع الفجر، بينما يغط بعدها الجميع في النوم خلال ساعات النهار للراحة، قبل أن يستيقظوا للتحضير لليل جديد، لاحظت الفتاة، التي زاد عمرها عاما وصارت كوردة نضرة في انتظار القطف، أن المال جرى بكثرة في يد أمها كما تنبأت قريبتهم، مما مكنها من شراء شقة تمليك بالمنطقة قطنت فيها سندس وأخواتها، الذين اعتادوا رؤية أفعال أمهم الشائنة، لكن عضات الفقر القديم لم تجعلهم يرفضون الواقع.
![[Image: 2639112655358377792.jpg]](http://newsadmin1100.tahrirnews.com/uploads/2017/08//2639112655358377792.jpg)
استدعاء
في يوم كان صباحه ملبدا بالغيوم أتت والدة سندس ومعها قريبتها وإحدى فتيات المتعة، يحملن أنواعا من الأطعمة ولاحظت الفتاة نظرات قريبتهم الفاحصة لجسدها، ثم اقترابها منها وتبادل الحديث معها على غرار «كبرت وبقيت زي البدر يا سندس»، إنت مرزوقة وهاتشغلينا كلنا عندك و«الفلوس بكرة هاتركبك عربيات»، لم تفهم الضحية أن ما سبق كان تمهيدا لعرضها للبيع في مزاد علني للقادرين من راغبي المتعة، ومباشرة دخلت أمها وقريبتها والفتاة الثالثة في الموضوع إنت هاتشتغلي معانا وهاتبقي خصوصي وماحدش هايلمسك غير اللي يقدر يدفع ومش هاتشتغلي على طول ممكن مرتين في الأسبوع".
لاحظ الجميع الذهول على وجه الفتاة التي أسرعت بالرفض، وهنا تغيرت ملامح والدتها صارخة في وجهها «أمال إنت عايزة تشتغلي إيه يا دكتورة؟ إنت بتستعري مننا؟، هو الشغل دا اللي لبسك الدهب وسكنك في شقة، بعد أبوك ما طفش».
أشبه بعملية غسيل مخ تعرضت لها سندس على يد الثلاثة اضطرتها للموافقة والرضوخ، لرغبتهن، خاصة بعدما اقتنعت بأن مصيرها ارتبط بمصير أمها، فمن ذا الذى يرضى بالزواج من فتاة والدتها قوادة، وشقيقها في السجن، وما دام ذلك مستحيلا فلا مانع من الانغماس في عالم الليل والتمتع بالحياة والأموال الكثيرة والسفر والترحال في المصايف والمنتجعات، هنا قررت سندس أن تنتقم من نشأتها وعالمها السفلي، على طريقتها.
ليلة الذبح
«أمك عملت عليك مزاد في المنطقة واللي يدفع أكتر هايدخل بيك أول مرة و(ح.ح) الجزار هو اللي فاز وهايدفع في الساعتين 5 آلاف جنيه»، تلك الجملة التي ألقت بها قريبتهم على مسامعها جعلت جسد سندس يرتعش للمرة الأولى، وهنا حاولت السيدة التخفيف عنها «ماتخفيش أنا وأمك معاك مش هانسيبك وماتخافيش مننا».
أخليت الشقة وجهزت الفتاة لليلة الدخلة الحرام وسريعا قدم الزبون الجزار، الذي تلقى تعليمات وإرشادات تحمل نبرة الحسم، من الأم حول طريقة تعامله في الداخل مع ابنتها، واصطحبته الأم للداخل وطمأنتها أن الأمر سهل ولن يستغرق وقتا وأنها بجوارها، لتخرج الأم حسب شروط الجزار، وتركت الفتاة نفسها للزبون الفائز والذي عاملها برفق في البداية ثم راح يذبح عذريتها دون رحمة، في تلك اللحظة تحولت سندس إلى البريمو في عالم أمها، وقصدها أثرياء الباحثين عن الحرام.
![[Image: 956694553532377838.jpg]](http://newsadmin1100.tahrirnews.com/uploads/2017/08//956694553532377838.jpg)
السقوط
عرفت سندس التي تحول اسمها لـ«قمر السلام» من قبيل الشهرة، طريق الكافيهات والمطاعم الشهيرة، وارتدت أغلى الملابس، ووضعت شروطا ومواصفات في الرجال الذين يظفرون بها.. ماتت روحها لكن جسدها كان يلهب غرائز الأثرياء، وفجأة ودون مقدمات سقطت قمر في قبضة رجال مباحث الآداب، خلال ليلة متعة مدفوعة مقدما مع أحد الأشخاص، بمدينة نصر، وسارت الفتاة في تحد غريب أمام رجال المباحث، دون خوف أو خجل، وهي في طريقها للنيابة.
https://www.youtube.com/watch?v=KtpKB_HBgKU